صندوق الذكريات المنسية

في ليلة هادئة، بعد يوم طويل من العمل، استلقيت على سريري وأغمضت عيني. فجأة، وجدت نفسي في مكان غير مألوف. كنت في منزل قديم، مليء بالأثاث العتيق والكتب القديمة. شعرت بالارتباك، لكنني قررت استكشاف المكان.

بينما كنت أتجول في المنزل، سمعت صوت خطوات خفيفة خلفي. التفت لأجد طفلاً صغيرًا ينظر إليّ بعينين واسعتين. قال لي بصوت هادئ: “أنت هنا لتكتشف سرًا قديمًا.” شعرت بالدهشة، لكنني تبعته إلى غرفة صغيرة في نهاية الممر.

في الغرفة، كان هناك صندوق خشبي قديم. فتح الطفل الصندوق وأخرج منه دفترًا قديمًا. قال لي: “هذا الدفتر يحتوي على ذكريات منسية.” بدأت أقرأ من الدفتر، وفجأة شعرت بتيار من الذكريات يجتاحني. كانت ذكريات لأشخاص لم ألتقِ بهم من قبل، لكنهم كانوا يشعرون وكأنهم جزء مني.

بينما كنت أقرأ، بدأت أفهم أن هذه الذكريات كانت تخص أجدادي وأجدادهم. كانت قصصهم مليئة بالتحديات والانتصارات، والحب والفقدان. شعرت بارتباط عميق بهم، وكأنني أعيش حياتهم من جديد.

عندما انتهيت من قراءة الدفتر، نظر إليّ الطفل بابتسامة وقال: “الآن تعرف من أين أتيت، وما الذي يجعلك قويًا.” ثم اختفى الطفل ببطء، تاركًا وراءه شعورًا بالسلام والطمأنينة.

استيقظت من الحلم وأنا أشعر بالامتنان لهذه التجربة الغريبة. أدركت أن الأحلام قد تكون وسيلة للتواصل مع ماضينا وفهم جذورنا بشكل أعمق، وأنها تحمل رسائل مهمة تساعدنا في مواجهة تحديات الحاضر بثقة وقوة.

لكن المفاجأة الكبرى كانت عندما وجدت الدفتر القديم بجانب سريري في الصباح. كان يحتوي على نفس القصص التي قرأتها في الحلم، مما جعلني أتساءل: هل كان الحلم حقيقة أم خيال؟

رايك يهمنا...