صندوق الأسرار
في إحدى الليالي الهادئة، غلبني النعاس ووجدت نفسي في حلم غريب لكنه ساحر. حلمت بأنني وسط غابة غير مألوفة، وكانت مختلفة عن اي غابة اعرفها؛ كانت الأشجار تلمع بضوء باهت، وأوراقها تتأرجح برفق كأنها تتحدث بلغة خفية. أصوات هادئة تُسمع من بعيد، وكأن الغابة نفسها تغني.
بينما كنت اسير وحيدا، وجدت طريقًا مُضاءً بأحجار صغيرة تشع بألوان زاهية تتغير مع كل خطوة اخطوها. كانت اشعر أن هناك شيئًا ينتظرني في نهاية هذا الطريق، لكني لم أكن خائفًا، بل كانت هناك أحاسيس غريبة تسري في قلبي وكان شيء ما يناديني.
خلال سيري، التقيت بحيوانات تحدثت إلى بلطف، لكنها لم تخبرني بما ينتظرني في نهاية الطريق. بدت وكأنها تعرف، لكنها ترغب في أن اكتشف الأمر بنفسي. ظللت اسير على الطريق حتى وصلت إلى بحيرة صغيرة تعكس النجوم في السماء بطريقة سحرية غريبة، وكأنها مرآة للكون.
على ضفاف البحيرة، وجدت صندوقًا صغيرًا مغلقًا. حاولت فتحه بكل قوتي، ولكني لم أستطع. شعرت أن هناك لغزًا يجب ان احله. جلست بهدوء وقمت بأغماض عيناي، واستمعت إلى همسات الرياح وحفيف الأوراق لعلي أصل الي طريقة لفتح الصندوق. فجأة، أدركت أن الحل لم يكن في القوة، بل في الاستسلام للغموض.
بمجرد أن سمحت لنفسي بالثقة في هذا الشعور، انفتح الصندوق تلقائيًا ليكشف عن نور دافئ. داخل الصندوق، وجدت رسالة مكتوبة بخط يدٍ قديم: "الحقيقة ليست دائمًا ما تراه، بل ما تشعر به في قلبك."
ابتسمت، وأدركت أن هذا الحلم كان رحلة لاكتشاف ذاتي. كانت النهاية جميلة لأنها لم تكن مجرد إجابة، بل كانت بداية لفهم أعمق. استيقظت من الحلم وانا احمل شعورًا بالسلام والغموض الجميل الذي سيبقى معي، يذكرني دائمًا أن الحياة ليست مجرد حقائق، بل أيضًا أحاسيس مخبأة بين السطور.